عطاء المؤمنين
توفيق ومنة
هو إكرام المولى يرقي به من اجتبى
فيحملهم على أجنحة من نور
نحو أشواق المتع التي لا تبلى
فتصير الدار الآخرة شوقهم ..ونزلها حلمهم
ويصير ما بيدهم مهرا لآخرتهم
فما شاهدوه من إكرام ربهم
ومن جميل صنعه
ونفحاته
آثرهم حب لقائه
وواسع عطائه
فغدت الدنيا المطية سجنا
.............
قال عز وجل:
(وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي
وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)
وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47)) "سورة
(ص)"
هم فقهوا زهرة الحياة الدنيا
فقهوا سرعة تقلبها
فقهوا سرعة ذبولها
فاختاروا ما يبقى
وآثروه على ما يفنى
عرفوا أن لا ملك إلا للملك
لمن ملك بحق
فرفع وخفض
وأغنى وأقنى
وأضحك وأبكى
وأمات وأحيى
فانتهى الكلام
فكتبوا بدموع مقلهم
هو الوارث حقا وعدلا
وهو الغني عن كل عطاء
فما الأيادي إلا مهرا للجنان
فكن سباقا يا صاح
فأشواقك لن تبلغك
وإنما هي الأعمال
فارفع شعار:
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
واحفر فوق أخاديد حزن الفقراء
أنوار بسمات تشق ليلهم البهيم فجرا
فتغدو الدنى رحمات فوق رحمات
أصلها رحمن الأرض والسماوات
وجيشها أهل الأيادي والأبصار..
الفقير إلى عفو الله: ذ. نورالدين مشاط