dimanche 16 juin 2013

قراءات مغربية برواية ورش بالصوت والصورة

قراءات قرآنية مغربية برواية ورش : بالصوت والصورة

1 ـ المقرئ عمر القزابري



 

2 ـ القارئ العيون الكوشي

 

 

3 ـ القارئ هشام العظيمي:

 

 

samedi 15 juin 2013

بصائر القرآن (2): ونسي خلقه

بصائر القرآن (2): ونسي خلقه
                                  ذ. نورالدين مشاط
قال الحق سبحانه: "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه" (سورة يس)
أجل: نسي خلقه.. ببساطة لأن الحس تبلد ..
والغفلة أسدلت نسيجها على القلب .. وعلت الغشاوة البصر..
فأنى للمرء أن يتدبر!!
كيف ينسى الإنسان خلقه ..؟؟
كيف ينسى أن يستدير ببؤبؤ عينيه ليلقي نظرة على موطئ قدمه فيصعد متفحصا هذا الكيان العملاق..؟
كيف تستحيل روعة الإبداع والآيات المبهرة مشهدا ميتا لا يحرك الوجدان..؟؟
كيف ينسى مسار النطفة من ماء مهين..
وكيف تشكلت لتصبح إنسانا سويا مذهلا ..
إنسانا.."في أحسن تقويم" (سورة التين)
وعوض الشكر والاعتراف .. والتذلل والتزلف والانكسار لمن أبدع وأتقن فأذهل..
يقابل الإنسان جميل الصنع بالجدال:
"وكان الإنسان أكثر شيء جدلا" (سورة الكهف)
بل وأدهى من ذلك بالجحود والخصام:
"أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين" (سورة يس)
من نطفة: من البساطة إلى كيان كامل كله نشاط
يفكر ويناقش ويجادل
 من نطفة حقيرة  إلى عرصات التكريم..
فإذا الخصام النتيجة..!
كم أولئك الذين ملأوا الدنيا صياحا: في المنتديات والصحف وعلى رؤوس الأشهاد.. يجاهرون المولى عز وجل العداء؟!
ماذا حوت عقولهم من معارف الكون الممتد؟ بل وماذا عرفوا عن أسرارهم أنفسهم؟ عن ذواتهم؟
ألا يستحي الإنسان؟؟ ألا يقف وقفات مع نفسه ليتدبر ويتأمل؟؟
وينزل من برج الكبر الزائف ليقف عند حقيقة الضعف المطلق.. والقصور الكامل..!
بحار ممتدة من ظلمات المجهول أمامنا.. كلما أبصرنا بصيصا من نور المعرفة في جانب من الجوانب إلا وتمدد ما وراءه اتساعا.. وكأننا بنا كلما فتحنا كوة للمعرفة، فتحنا محيطات من العوالم التي تنتظر منا الكشف عنها.. كشارب لماء مالح لا يزيده إلا عطشا!!
ويتمطط اللسان.. ويعلو العقل دخان نشوة الإنتصار.. ويكبر الكبر في الصدر فيغمض الإنسان عينيه..!
وينسى حجمه في الكون..
وضآلة معرفته..

وحتى خلقه..! 
ألا تقف يا صاح لتتملى..؟
ها هي ذي عينك .. بوابتك إلى العالم..
كم عدد كاميراتها؟ كم عدد خلاياها الموصلة للمعلومات؟ كيف تركز على مناظر وتعزل أخرى؟ كيف تحفظ نفسها من كمية الضوء النافذة إلى الجسم عبر البؤبؤ فتكيف حجمه؟ كيف تعمل الأجفان وتتحرك باستمرار وبطريقة آلية لتنظيف العين؟ كيف تُغذى العين بماء مالح يحفظ لزاجتها وينظفها؟
أسئلة عديدة.. لو تمليناها لوقف شعر الرأس
  إجلالا لمن وهب..!
فبالله وتا الله.. لو كان مصدر الضوء الذي نبصر به يخرج من عيوننا (مثلما هو شأن مصباح الجيب).. كم هي كمية الضوء والطاقة التي نحتاجها لإبصار الأماكن البعيدة؟
كيف سنتعامل فيما بيننا حينما نتقابل؟ هل سنضطر إلى قول: عفوا، قلص كمية الضوء فقد أعميتني.. على غرار ما نفعله عند التقاء سياراتنا ليلا..؟!
قف يا صاح عند السؤال: "ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين"؟ (سورة البلد)
وكَرِر: ألم يجعل لي عينين؟ تتكاملان وتغدقان علي لذة لا مثيل لها..
سحر ألوان وعمق امتدادات ثلاثية الأبعاد .. ونِعَمٌ لا حصر لها..
كميات هائلة من المعطيات نأخذها برمقة واحدة من العين..!
توقف أخي (أو أختي) ..  للحظة لتتأمل حال الأعمى البائس. ماذا سيستفيد من نزوله بأجمل الحدائق الفيحاء.. والمناظر الإستوائية الغناء.. والشطآن الذهبية وامتدادات المياه الزرقاء..؟؟
ماذا سيستفيد من زوجة حسناء أعجوبة في الجمال..؟؟
ماذا سيستفيد من موائد منمقة وفواكه مختلفة؟؟
ماذا سيستفيد من قصر مشيد.. زينه بأنفس الأثاث؟؟
لو عُرِض عليه.. أن يُؤخَذ ماله كله مقابل عين واحدة بها عمش..
هل سيفعل أم لا؟ ولو وقف أحد أبنائه حائلا بينه وبين ذاك، خوفا من الفاقة والفقر، ماذا سيكون الجواب؟
وتلكم جولة قصيرة في محطة ضخمة .. تحتاج أياما وأيام..
فكلمات الله لا تكفيها بحارا ممتدة من مداد .. وأشجار العالم أقلام..
" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (سورة لقمان)
فما بالك ببضعة أوراق..
خذ يا صاح لسانك.. سفينة قوتك إلى البلعوم
ووسيلتك لتذوق طعمه والتلذذ بطيبه أو ملحه ومره.. وتلمس حرارته أو برودته!!
وهو حائط حاجز للهواء يمرره حسب الحاجة فينتج، والشفتان الأصوات..
ألا نسمي، يا صاح، اللغة لسان؟!


"لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" (سورة النحل)
فما أعجب خلق الإنسان:
هواء يعبر الجوف ليغذي الجسم غازا من الأوكسيجين..
يتحول عبر حواجز اللسان لغة تفاهم بين بني الإنسان
فيصل الأذن أمواجا تتراطم على طبلتها
فيستحيل معاني وبيانات..
أزح غشاوة القلب يا صاح.. فما أقساها!
وأمعن النظر فيما وراء الحجب
أزح الجلد عن جسمك لترى عجائب الصنعة.. كيف ستر فجمل..
وكيف ركب..وأتقن..
عضلات هنا وهناك .. تشد هذا بذاك..
وعظام تقيم اللحم..فيستوي الجسم قائما ممتدا..

ومفاصل..وأوتار..و..و..
دقة متناهية في الوضع.. وحكمة بالغة في اختيار المكان..
لماذا القفص الصدري يا من جحد نعمة المنان..؟!
أليس لحماية القلب والرئتين؟!
ولِماذا بسط يديك أصابع بدلا من قطعة لحم يا صاح؟
أليس لتستخدمها لعدة أغراض؟!
وحينما تتكسر العظام.. أو يمزق الجلد..
نضع الواحد ملتصقا بالآخر..فيحدث الإلتحام!!
فيشد العظم بعضه بعضا متمما ومكملا.. مصلحا الأعطاب..
فما الجبيرة غير تثبيت العظم قرب زميله لتبدأ عملية التلحيم الأوتوماتيكي عملها فتعم رحمة الله!!
وكذا عمل الجلد حينما نلصق بعضه ببعض..
ألا فاستمع يا صاح إلى الهزة الأتية من الأعماق
والمجلجلة عبر الأفاق:
"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (سورة الذاريات)
فتحملق وتحذق..
وتصرخ بأعلى صوتك:
لك الحمد يا صاحب العطاء
وتبكي لقوله:
"وقليل من عبادي الشكور" (سورة سبأ)
فتتمتم:
عفوا يا من أسبغ علينا النعم .. ظاهرة وباطنة:
".. وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير" (سورة لقمان).
لا تفي الكلمات بالحمد والثناء..
ولا سجدة تلو السجدة أن تبلغ المرام..

تقبل دمعة من المقلة فاضت طواعية ..
فبللت الثياب.
تقبل حجرجة ضاق بها الحلق استحياء..
فانقلبت أنينا فضج لها المكان.



بصائر القرآن: كيف يتحول العلم فيوضا من الرحمات

                       بصائر القرآن: كيف يتحول العلم فيوضا من الرحمات!!

                                                           ذ. نورالدين مشاط
سورة الكهف .. نقلة من الظلمات إلى النور ..

نقلة يتحول منها الفرار إلى الله بفرار من المكان إلى عبور بوابة الزمن ليقف الشريد الطريد على قبر وتركة الجبار المُطارِد..فمن المُطارَد؟؟؟ ... نقلة يتحول من خلالها العِلم رحمة شاملة  تلف الناس وتحول لحظات يأسهم وبؤسهم بلسما حانيا .. وتتحول المعرفة المبتورة المنحصرة في زاوية واحدة رحمة تلف وتحيط الشيء من كل زواياه وبكل أبعاده لتصبر أغواره وتكشف عن أطيافه المختلفة.. نقلة ترسم ملامح القوة حينما تكون في أيدي قيادات مؤمنة فتنقلب من آلة بطش إلى رحمة تبني العمران وتهدم أركان الظلم في كل مكان .. تنقلب من غطرسة وإحساس بالغرور إلى شكر للمنعم فتنشر رحمتها على المحرومين.

فنحن أمام مشاهد مختلفة .. تجمع بينها تيمة واحدة .. الرحمة

يرسم المشهد الأول .. فتية فارين بدينهم

تركوا أهليهم ومناصبهم وأموالهم .. وخرجوا إلى الفلات .. فارين إلى الله

هكذا بتجرد تام .. تركوا ما نحسبه ملكا

وما يتركه الإنسان حينما يكون ذاهبا لقبره..


آووا إليه .. وتركوا الدنيا وراءهم .. وافتقروا إلى ما عند الله

فنشر لهم ربهم بساط رحمته .. وآواهم إليه .. فناموا

وأية نومة تلك ..!

(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16)) (سورة الكهف)

لم يكن نومهم إلا عبورا لبوابة الزمن .. على بساط رحمة الله

أجل لم يكن نومهم الذي قضوا فيه كما هو في إحساسهم سوى يوما واحدا

وفي عد الآخرين ثلاثمائة سنين وتسعا.

وأذن المؤذن للنهوض .. فنهضوا .. كان المشهد من حولهم قد تغير تماما..

مات الطاغية وبليت جثته .. وتهدمت مملكة كفره .. وقامت بدلا عنها مملكة إيمان..

ساروا في الأزقة لتحكي لهم مراحل التحول ..

فبالله وتا الله .. كيف تمددت ليلة واحدة  لتصبح ثلاثمائة وتسعا..

وكيف تبخر الطاغية وجنوده .. وأوته قبور منزوية ..

كيف تكسرت تماثيلهم .. وطوي جبروتهم.. وصهيل خيلهم وسياطهم..

هكذا هي معضلة الزمن .. يوم عند ربك .. كألف سنة مما نعد .. أو أكثر..!

 لو تملينا المشهد قليلا ..

كم من المؤمنين ماتوا تحت سياط الطاغية الحاكم أنذاك .. بماذا أحسوا وهم يتذوقون أصناف العذاب؟ فهل شهدوا ما شهده أهل الكهف؟؟ هل شهدوا عرش الطغيان كيف تهاوى؟؟ أم قضت أجسادهم قبل ذاك؟؟

نحن نحزن ونرغي ونزبد .. ويضيق صدرنا .. حينما نشاهد أكوام الجثث (نساء وأطفال وشيوخ) التي تحصدها آلات بطش الجبابرة  ولا يتسع لنا الزمن لنرى كيف تطويهم قدرة الله.. وتطوي معهم الحزن والطغيان وتغسل الأرض من الأذران لتنشر رحمة الرحمن ..

ننحصر في الحاضر وآلامه ونتحسر عليها ويغيب عن تصورنا ما هو قادم؟

أفلا نطمئن للرحمن الرحيم إذ يقول: (إن مع العسر يسرا) (سورة الشرح) وبعد طغيان الكفر انكسارا وذلا..

ألم نفقه بعد قوله: (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) (سورة المعارج)؟

فتنكشف حجب الزمن .. وتنكشف معها الآلام وتعلو الابتسامة والرحمات..

ونصعد ربوة القدر العالية .. لنرى كيف يطوي القهار عروش الطغاة .. ويمسح دموع الثكالى وأناة المظلومين..!

..........

لله في ملكه أسرار.. علمنا منها أشياء وتعلمنا..وخفيت عنا أشياء وانتظرنا..

عرفنا كيف نستثمر الهواء في نقل الصوت والصورة من مكان إلى مكان.. فتحادثنا مع بعضنا على بعد آلاف الكيلومترات .. وتعرفنا أحوال الناس من مختلف أركان المعمور..!

وطرنا..كما طارت الطير في الهواء..

ولو رآنا الأقدمون وسمعوا بما وصلنا إليه لصُدِموا .. ولكالوا التهم لمن أتاهم بالخبر ونعتوه بالحمق..!

لله في كونه أسرار..منها سر ثلاثمائة سنين وتسعا.. كيف تحولت ليلة قضاها الفارون إلى الله من )يوم أو بعض يوم( لتتمدد في الكون.. ثلاثمائة سنين وتسعا..!

كيف يتوقف الزمن في بقعة .. ويستمر في بقعة أخرى يغير الملامح والأحداث..!

كيف تحفظ الأمعاء والأجهزة الداخلية كلها والخارجية في غياب الإطعام..!!

أسرار وأسرار.. فلك الحمد والمنة يا صاحب الأسرار

لك الحمد من كل ما هو موجود .. ففيوض رحمتك غطت الوجود..!!

تُرى ماذا يخبئ لنا قدر الله وقدرته من أسرار .. سنراها في المستقبل المنظور .. أو يراها أبناؤنا في المستقبل المسطور..!