mardi 24 juin 2014

الصبر لله .. خزانات لا تنفد وخيرات لا تحصى

الصبر لله .. خزانات لا تنفد وخيرات لا تحصى
                               ذ. نورالدين مشاط
 

للصبر حدود.. هكذا يردد البعض عند تزاحم الشدائد وتراكمها.. وعندما تسود الآفاق وتظلم .. ولا تبدو نذر للغيث..

ونتكلم عن خزان الصبر .. ونقول نفذ.. هكذا ولم يبق في الجعبة ما يمكن أن تنفخ فيه ليستمر..

وينفجر الإنسان!

ينفجر فيحرق أو يحترق.. يدمر أو يتدمر..

ويردد آخرون: الصبر مر كالعلقم..

وهو مر لمن لم يربطه بمصدر عزيز من أجله يصبر..

ولذلك نبه الله رسوله أن يربط صبره بربه فيتزود الخزان ولا ينضب أبدا:

" ولربك فاصبر" سورة المدثر

فأنت يا محمد (عليك من الله السلام والتحية والإكرام) .. وأنت يا أخي ستصبر من أجل رب السماوات والأرض الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.. أنت ستصبر لمن جوده غطى الوجود بكامله ولمن رحمته وسعت كل شيء.

فإذا ضاق صدرك بما يقولون.. أو بأثقال المآسي والأحزان فتذكر لمن تتحمل تلك المعاناة .. من أجل كبير متعال.. من أجل من يمدك بالأنفاس .. من أجل مالك الملك..

اصبر من أجل الذي أنشأك من عدم .. ورباك بنعم لا تعد ولا تحصى

اصبر من أجل الذي صبر عليك بلا حدود وحلم على زلاتك فما عجل لك العقوبة

"ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة"(سورة فاطر)

فإذا صبرت .. نلت جائزة الحضوة فكان الله معك "إن الله مع الصابرين" (البقرة) ومن كان الله معه حاشا أن يخيب أو يهزم.. فالبشائر له والنذر لأعدائه..!

ونلت الأجر بغير حساب: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" (الزمر)

ونلت الخير من مجاميعه: "ولئن صبرتم لهو خير للصابرين" (النحل)

وكان الجزاء غرف الجنة حيث المتع الدائمة: "أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما" (الفرقان).  

وأما في الدنيا فالصبر يكسبك الترفع عن ردود الأفعال حيث لا تحسب العواقب وتتضاعف المخاطر.. "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" (الفرقان).. قالوا سلاما لأنهم فقهوا جوهر الأشياء فما تكالبوا على حطام الدنيا..

فربطوا صبرهم بالله ولم يربطوه بالناس..فكانت النتائج أن ترفعوا عن أذى الناس..

فإذا صبرت أخي لوجه فلان أو علان تدرج الصبر بدرجة محبتك لذلك الإنسان وكان محدودا بحدود فعل ذلك الإنسان مكانا وزمانا. وكان الصبر ظاهرا والتذمر باطنا.. وأما إن صبرت لمن يعلم السر وأخفى وعطاؤه أوفى فالصبر سيتجاوز الحدود ليرتقي من رضا بالحال إلى شكر على كل الأحوال..

فيكون صبرا جميلا: "فاصبر صبرا جميلا" (المعارج)

والصبر أنواع ومواقف يمكن التوسع فيها بتتبع هذه المقالات المختارة:

ـ http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=119928

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire