jeudi 4 mai 2017

القرآن وأسئلة الوجود الكبرى

القرآن وأسئلة الوجود الكبرى



قال تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ (36)) (سورة الطور)
هو القرآن يسأل ويفحم ويسير بك في عمق الأسئلة المركبة لتقتنع وتبني اليقين..
لا يحتاج إلى من يدافع عنه، فهو كلام الحق..
لكنه يحتاج فقط إلى من يقرؤه بعمق..
وتدبر ليسافر على متن خيوط أنواره وبحور أسراره..
ليقرأ تاريخ الخلق وتفاصيل البدء وعلاقات الارتباط..
هو القرآن يسألك يا صاح:
أخُلقت من عدم؟ فعناصر تكوينك تتحداك..
أم خلقت مادة تكوينك.. فكنت سابقا لها ثم عدت لتصنع منها .. فيا للعجب؟
أم خلقت السماوات والأرض؟ رغم أن تاريخ خلقها فيما توصل إليه الإنسان هو سابق لخلقه هو.
فكيف تمددت لتخلق أنت كائنات تبعد بلايين السنوات الضوئية وتكبرك حجما بملايير الكيلومترات وليس السنتيمترات..
وكيف تخلق أيها الإنسان فضاء ثم تحل فيه، ويأتي الفضاء مناسبا لك متفاعلا معك..
وكيف لعينك تبصر بنور هو جزء من الكون لاعنصرا صادرا عن ذاتك
فمتى غاب غابت الرؤية معه .. ومع ذلك تكابر وتجاحد
من خلقك ووضعك في بيئة كلها متناسبة معك..
وكيف تسمع بهواء عبر أمواج تسافر فيها الذبذبات..
وتتنفس رئتاك بهواء مصفى، فمن جعل الأشجار تصفي هواءك وتجدده باستمرار
ومن أين لك بماء ودمك كله منه..لو شاء الديان أن يحرمك منه حرمانا
ومن أين.. ومن أين .. وكيف ..
تاهت الأسئلة أيها الحيران..
فاسأل ربا رحيما لفك وأحاطك بكرمه وغطاك بستره..
فنظرة ثاقبة في كيانك وما حوله ترسم في قلبك اليقين.
الفقير إلى عفو الله: نورالدين مشاط

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire