mercredi 3 mai 2017

أمن يملك السمع والأبصار ؟

أمن يملك السمع والأبصار؟؟


من بصائر القرآن الكريم: 
"أمن يملك السمع والأبصار؟"
قد تحتج بوجود الأداة لديك، فها هي ذي عينك تشير بأصبعك إليها..
وها هي ذي أذنك منتصبة لتلتقط الأصوات..
لكن إذا غاب مصدر النور، أصبحت العين بلا فائدة
وإذا قطع ما بينها وبين الدماغ وأجهزة الالتقاط الداخلية من ارتباطات
وخيوط وشبكات وتعطلت لسبب من الأسباب حتى ولو كان مجرد هم وغم طارئ
فقد لا يبصر الإنسان ما أمامه ويغلق عينيه وهما مفتوحتان
ويضرب على أذنيه وهما منتصبتان
فسبحان من يملك السمع (الوظيفة)
ويملك الأبصار (الوظيفة)
بعدما خلق الأداة وتفضل بها على الخلق تكرما
وصدق الحبيب المصطفى عليه أزكى السلام
حينما نبهنا في سجوده بإشاراته اللطيفة العميقة
"سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته" (رواه الترمذي) (ولنا عودة للحديث الشريف لعمقه وأنهاره)
وتحدث المولى وهو الحق وقوله الحق
في لمسة عميقة من الحق
الذي لا يضل ولا ينسى (كما قال موسى عليه السلام" لا يضل ربي ولا ينسى")
عن السمع مفردا، فنحن كلنا نسمع الصوت من مصدره
كان مرئيا لنا أو مخبأ
وذكر الأبصار بصيغة الجمع لأن مجالات الرؤية تختلف من واحد إلى آخر حسب تواجده وموقعه
فما أراه قد لا تراه، في حين نكون واقعين كلنا تحت مصدر صوت واحد
فتبارك الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
ولا يغلب عنده صوت على صوت، فهو يسمع الخفي والظاهر وما هو في طور التشكل
يسمع ذبيب النملة السوداء فوق الصخرة الصماء في الليلة الظلماء بجانب هدير البحر
يرى خيوط النور في النور وهو نور على نور
ويرى بحار الظلمات وهي تراكم بعضها البعض..
ويرى السر علنا والغائبة حاضرة فكل شيء مكشوف لعلمه
والمستقبل والحاضر والماضي مبسوط بين يديه.
(الفقير إلى الله: نورالدين مشاط)

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire