jeudi 4 mai 2017

خيوط الأماني والغرور

خيوط الأماني والغرور

 
قال الله تعالى ناقلا لنا عن جدال أهل النار:
"يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (سورة الحديد 14)"
ألم نكن معكم؟؟؟
فكيف اختلفت المنازل؟ وتباعدت الأحوال؟ وصرتم فيما أنتم فيه من نعم ورحمات
وصرنا فيما لا يوصف من المذلة والهوان..
ألم نكن معكم؟ ألن تشفع لنا لحظات التواجد معكم في زمن مضى؟؟؟
قالوا بلى، ولكن..
ويا للحسرة من "ولكن.."
فقصة ولكن، قصة نكوص وقصة حسابات ضيقة، قصة غرور وارتكان إلى اللحظات الزائفة..
إلى خيوط الأماني بألوانها الزاهية حيث القصور من الأحلام تبنى على رمال الشوطئ فتعصف بها أمواج البحار.. أمواج القدر المتربص وراء اللحظات..
كم نبني ونخطط وننسى أننا على موعد رحيل..
فتعالوا إلى الحبيب الطبيب عليه أزكى الصلاة والتسليم لنتعلم
رسم الرسول عليه الصلاة والسلام خيوطا للإنسان وآماله وحتفه

يقول الامام البخاري رحمه الله : (حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الوَسَطِ، وَقَالَ: " هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ: قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ").

 فتعالوا لنرسم قبرا في مخيلتنا..
يظل ميزانا نهذب به الآمال،
ونشذب التطاول،
ونرسم خططا للحياة الأخرى فنضعها في الحسبان..
فالراحلون بيننا كثر،
ورحيلنا صدر بشأنه الأمر،
والتنفيذ آت لا محالة،
فلنجعل الحياة مزرعة لما هو باق..

الفقير إلى الله (نورالدين مشاط)

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire