mercredi 3 mai 2017

المشاجب والأخطاء

المشاجب والأخطاء


هو العمى المعرفي .. عمى يقلب الحقائق فتغدو النعم نقما والمنح محنا،
نسي الشيطان أن ربه وضعه بين الملائكة..
ورفعه إلى مقام عبودية مميز..
مقام تلقي أمر يرقيه فوق نفسه وذاته ليرتفع في مقامات الرضا..
نسي المعيار الحقيقي الذي صعد به ليجلس بين الملائكة
معيار العبودية والتفت إلى معيار طبيعة الخلق (النور والنار والطين)
وهو المعيار الذي ننساه .. معيار الاصطفاء..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ "
نسي الشيطان الهدف.. ونسي الآمر.. رب العزة ذو النعم.. ونظر إلى الأمرـ الاختبار..
وحينما سقط..
غاب عنه أنه كان في قاعة امتحان مع آخرين (الملائكة)..
مع من نجح في سلم العبودية .. من تلقى الأمر ونفذ..
فعلق زلته على مشجب ربه
فسمى الامتحان غواية..
ونسبها إلى ربه..
فنسب الظلم إليه
هي هكذا ثقوبنا وخطايانا.. كثيرة هي .. لكن معالجتها ممكنة.. ومزكية مرقية حينما نستبصر فيها..
ونغوص في أعماقها .. معترفين أولا ومحللين الأسباب.. ومستغفرين مصلحين..
هو ديدن الصالحين..
ديدن المهتدين..الذين ارتفعوا فوق تفاهة كرامة الذات وتقديسها وتحنيطها لتصبح إلها يعبد
ألم يعلنها يونس عليه السلام بتجرد تام
"لا إله إلا أنت سبحانك" قتل الآلهة المحيطة بالذات من شهوات.. ونظر إلى ما اقترف فاعترف: "إني كنت من الظالمين"
فكانت النتيجة: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين"
فاصعد يا صاح.. وارتق ربوة العارفين.. ربوة كشافات الأخطاء..
لا لتركز على أخطاء غيرك.. بل لتركز على أخطائك أولا..
فذاك الارتقاء.. فذاك الارتقاء..
.................................
ثقافة التعامل مع الخطأ مدرسة ينبغي أن ندخلها..
أن نعتبر الخطأ أمرا عاديا.. وأنه نتيجة الضعف والفقر وعدم الإحاطة بالمعلومة..
الخطأ طبيعي.. لكن ما ليس طبيعيا هو أن لا نمتلك القدرة على التنقيب عنه..
أو اعتبار كشف الآخرين لنا عنه اعتداء..
فالمؤمن مرآة أخيه، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
و"رحم الله من أهدى إلي عيوبي" كان مطلب عمر رضي الله عنه..
ومن هنا ينبغي للمدرسة أن تربي الناشئة على الاستبصار فيالأعمال واكتشاف الأخطاء..
تنقيبا وتمحيصا وتحليلا وتفكيكا..
واقتراح سبل الإصلاح..
فتلك غاية كبرى من غايات التربية..

(الفقير إلى عفو الله: نورالدين مشاط)

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire